فارس الاحلام المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 482 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 33 العمل/الترفيه : التصميم والابداع المزاج : الشعر
| موضوع: الفرح والمرح في القرآن الأربعاء سبتمبر 09, 2009 5:26 pm | |
| الفرح والمرح في القرآن
الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده وبعد..............
( ما جاء حول معنى الفرح والمرح في كتاب الله تعالى )
قال تبارك وتعالى:{ فبذلك فليفرحوا}
الفرح بمعنى السرور
وقال تبارك تعالى:{ ولاتمش في الأرض مرحا}
والمرح شدة الفرح
فيه خمس مسائل :
وهذا نهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع والمرح شدة الفرح
وقيل التكبر في المشي وقيل تجاوز الإنسان قدره
وقال قتادة هو الخيلاء في المشي وقيل هو البطر والأشر
وقيل هو النشاط وهذه الأقوال متقاربة الحي منقسمة قسمين أحدهما مذموم والآخر محمود فالتكبر والبطر والخيلاء وتجاوز الإنسان قدره مذموم والفرح والنشاط محمود وقد وصف الله تعالى نفسه بأحدهما ففي ثم الصحيح
وقد ثبت في صحيح مسلم رحمة الله عليه
حيث قال حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب قال بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك وهو عمه رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كانت راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح )) وقد ثبت أيضا في الصحيح م2744 من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحوه وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري
والفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب وقد ذم الفرح في مواضع كقوله لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وقوله إنه لفرح فخور ولكنه مطلق فإذا قيد الفرح لم يكن ذما لقوله فرحين بما آتاهم الله من فضله وها هنا قال تبارك وتعالى فبذلك فليفرحوا أي بالقرآن والإسلام فليفرحوا فقيد
فبذلك فافرحوا قال النحاس سبيل الأمر أن يكون باللام ليكون معه حرف جازم كما أن مع النهي حرفا إلا أنهم يحذفون من الأمر للمخاطب استغناء بمخاطبته وربما جاءوا به على الأصل منه {فبذلك فلتفرحوا هو خير مما يجمعون} يعني في الدنيا
وروي عن ابن عامر أنه قرأ فليفرحوا بالياء تجمعون حرملة خطابا للكافرين
قوله تعالى { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
وروى أبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }
جواز إظهار الفرح
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }
فبها يصل الطالب إلى مراد الله عز وجل في كتابه وهي تفتح له أحكام القرآن فتحا وقد قال الضحاك في قوله تعالى:{ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب} قال حق على ثم من تعلم القرآن أن يكون فقيها
وذكر ابن ابي الحواري قال أتينا فضيل بن عياض سنة خمس وثمانين ومائة ونحن جماعة فوقفنا على الباب فلم يأذن لنا بالدخول فقال بعض القوم إن كان فسيخرج لتلاوة القرآن فأمرنا قارئا فقرأ فاطلع علينا من كوة فقلنا السلام عليك ورحمة الله فقال وعليكم السلام فقلنا كيف أنت يا أبا علي وكيف حالك فقال أنا من الله في عافية ومنكم في أذى وإن ما أنتم فيه حدث في الإسلام فإنا لله وإنا إليه راجعون ما هكذا كنا نطلب العلم ولكنا كنا نأتي المشيخة فلا نرى أنفسنا أهلا للجلوس معهم فنجلس ونسترق السمع فإذا مر ثم سألناهم إعادته وقيدناه وأنتم تطلبون العلم بالجهل وقد ضيعتم كتاب الله ولو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه يطلب لما تريدون قال قلنا قد تعلمنا القرآن قال إن في تعلمكم القرآن شغلا لأعماركم وأعمار أولادكم قلنا كيف يا أبا علي قال لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه ومحكمه من متشابهه وناسخه من منسوخه إذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة ثم قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:{ يأيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } قلت فإذا هذه المراتب لقاريء القرآن كان ماهرا بالقرآن وعالما بالفرقان قريب على من قربه عليه ولا ينتفع بشيء مما ذكرنا حتى يخلص النية فيه لله جل ذكره عند طلبه أو بعد طلبه كما تقدم فقد يبتديء الطالب للعلم يريد به المباهاة والشرف في الدنيا فلا يزال به فهم العلم حتى يتبين أنه على خطأ في اعتقاده فيتوب من ذلك ويخلص النية لله تعالى فينتفع بذلك ويحسن حاله
قال الحسن كنا نطلب العلم للدنيا فجرنا إلى الآخرة
وقاله سفيان الثوري وقال حبيب بن أبي ثابت طلبنا هذا الأمر وليس لنا فيه نية ثم جاءت النية بعد
القرآن الذي حفظه الرحمن فقال وقوله الحق{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقال تعالى{ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
قلت وهذا الخلاف إنما هو ما لم يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام باتفاق كما يفعل القرآء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز ويأخذون على ذلك الأجور والجوائز ضل سعيهم وخاب
ــــ
قال الزجاج والفرحين والفارحين سواء وفرق بينهما الفراء فقال معنى الفرحين الذين هم في حالة الفرح والفارحين الذين يفرحون في المستقبل وزعم أن مثله طمع وطامع وميت ومائت ويدل على خلاف ما قال قول الله عز وجل إنك ميت وإنهم ميتون ولم يقل مائت وقال مجاهد أيضا معنى لا تفرح لا تبغ إن الله لا يحب الفرحين أي الباغين
وقال ابن بحر لا تبخل إن الله لا يحب الباخلين قوله تعالى {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة وهي الجنة فإن من حق المؤمن أن يصرف الدنيا بما ينفعه في الآخرة لا في التجبر والبغي
قوله تعالى{ ولا تنس نصيبك من الدنيا} اختلف فيه فقال ابن عباس والجمهور لا تضيع عمرك في ألا تعمل عملا صالحا في دنياك إذ الآخرة إنما يعمل لها فتصيب الإنسان عمره وعمله الصالح فيها فالكلام على هذا التأويل شدة في الموعظة
وقال الحسن وقتادة معناه لا تضيع حظك من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك إياه ونظرك لعاقبة دنياك فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح الأمر الذي يشتهيه وهذا مما يجب استعماله مع الموعوظ خشية النبوة من الشدة قاله ابن عطية قلت وهذان التأويلان قد جمعهما في قوله احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
وعن الحسن قدم الفضل وأمسك ما يبلغ وقال مالك هو الأكل والشرب بلا سرف وقيل أراد بنصيبه الكفن فهذا وعظ متصل كأنهم قالوا لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك هذا الذي هو الكفن ونحو هذا قول الشاعر
نصيبك مما واقد الدهر كله رداءان تلوى فيهما وحنوط
وقال آخر وهي القناعة لا تبغي بها بدلا فيها النعيم وفيها راحة البدن انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن
قال ابن العربي وأبدع ما فيه عندي قول قتادة ولا تنس نصيبك الحلال فهو نصيبك من الدنيا وياما أحسن هذا وأحسن كما أحسن الله إليك أي أطع الله واعبده كما أنعم عليك ـــ
تحذير أهل القرآن والعلم من الرياء وغيره
قال الله تعالى{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }
روى مسلم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قاريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه منأصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار وقال الترمذي في هذا ثم ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)) قال ابن عبدالبر وهذا ثم فيمن لم يرد بعمله وعلمه وجه الله تعالى وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار وخرج ابن المبارك في رقائقه عن العباس بن عبدالمطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار وحتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله تبارك وتعالى ثم ياتي أقوام يقولون من أعلم منا من أقرأ منا فهل ترو في هؤولاء خير )
قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
ومن المعلوم بما أرانا الله من آياته فى الآفاق وفى انفسنا وبما شهد به فى كتابه أن المعاصى سبب المصائب فسيئات المصائب والجزاء من سيئات الأعمال وان الطاعة سبب النعمة فاحسان العمل سبب لا حسان الله قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وقال تعالى :{ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} | |
|