فارس الاحلام المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 482 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 33 العمل/الترفيه : التصميم والابداع المزاج : الشعر
| موضوع: ما معنى الثبور؟ الأربعاء سبتمبر 09, 2009 5:19 pm | |
| الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين
ما معنى الثبور
يذكر الله فى كتابه الكريم و يصف لنا حال أناس يوم القيامة فيقول
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً [الفرقان 13 : 14]
فما هو الثبور ؟
الحمد لله الذي أنزل كتاباً فيه ذكرنا وذكر من قبلنا وذكر خلقنا وبعثنا وحسابنا وذكر أولنا وآخرنا وذكر حالنا وضعفنا وجعل فيه شفاء لما فى صدورنا ونذير لإعراضنا وتخويف لجحودنا وكفرنا وجعله ملجأ لهمومنا
يطمئن به قلوب ويحجر به قلوب ويهدى به كثير ويضل به كثير وما يضل به إلا الفاسقون
ولو شاء ما أنزله ولا تلاه علينا رسول
فبأي حجة سنلقاك يا الله نبرر بها معصيتنا اياك وقلة شكرنا نعماتك وبعدنا عن كتابك ونهمنا على الدنيا وحبنا لأنفسنا وسعينا لغرائزنا حتى صارت صارت الدنيا جل همومنا ومبلغ علمنا
بأي حجه سنبرر بها النظر لما حرمت والاستماع لما حذرت والامساك بما حرمت وشرب ما نهيت وأكل ما حرمت والغفلة عما أنزلت والابتعاد عما أمرت والاستمتاع بما حرمت
بأي حجة سنبرر إصرارنا حتى الآن وقد لبثنا فى كتابك منذ ولدنا وسنظل معه حتى نموت لو حاججناك هلكنا ولدعونا ثبورا
فاللهم ارحمنا انك بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر لو جئناك بقراب الأرض خطايا واستغفرناك فما ذنوب الارض فى قبضة رحمتك وعزتك وجلالك اغفرها ولا تبالى وسامح
فإننا لو سجدنا الدهر كله وسبحنا العمر كله لما عبدناك حق عبادتك ولاطاقة لنا بذلك ولم تأمرنا بذلك إنك كنت بنا رؤوفاً رحيما
فاهد اللهم شقاق صدورنا وتضارب أمرنا وتقلب حالنا أنت المقلب وأنت المثبت وإنك تحيي الأرض بعد موتها وأنت على كل شيء قدير
أما بعد
أعتذر إن كنت أطلت فى الدعاء ولكن إذا كثرت الذنوب وصدأت القلوب فمن الصعب ان تُخرج هذه القلوب كلاماً نقيا و أن تدخل هذه الكلمات صدوراً تقية
وقد يرققها الدعاء ويشعرها بحاجتها وضعفها وبأنها لاتملك قطره من دمائها وقد يرؤف الله بها أو يقبلها بكلمة قد خرجت بصدق
وقلبي فى أمس الحاجة للدعاء الذي هو فى الدنيا رحمة وفى الاخرة قد يكون هلاكاً وثبورا
قد يكون دعاءاً بلا إجابة دعاء لا لأي شيء سوى الدعاء
تجبرنى الكلمات أن أتحدث ايضا عن الجانب المظلم من حياة البشر الذين قدر الله ان يجعلهم فى النار
وحقت كلمته فيهم ليملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين يقول الله فى كتابه وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً [الفرقان 13 : 14]
أي
وإذا أُلقوا في مكان شديد الضيق من جهنم- وقد قُرِنت أيديهم بالسلاسل إلى أعناقهم- دَعَوْا على أنفسهم بالهلاك للخلاص منها فيقال لهم تيئيسًا، لا تَدْعوا اليوم بالهلاك مرة واحدة، بل مرات كثيرة، فلن يزيدكم ذلك إلا غمًّا، فلا خلاص لكم.
فالثبور إذا هو الهلاك
وقد ذكرت هذه الكلمة أيضا فى موضعين اثنين
فى قولة تعالى قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً [الإسراء : 102] أي قال موسى: لقد تيقَّنتَ -يا فرعون- أنه ما أنزل تلك المعجزات التسع الشاهدة على صدق نبوتي إلا رب السموات والأرض؛ لتكون دلالات يَستدِل بها أولو البصائر على وحدانية الله تعالى في ربوبيته وألوهيته، وإني لعلى يقين أنك -يا فرعون- هالك ملعون مغلوب
وفي قوله تعالى
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً [الانشقاق 10 : 11]
لذا أذكر نفسي قبل أن اذكركم بالدعاء دعونا نرحم أنفسنا بدعوة رحمة فى الدنيا دعوه تنجينا من عذاب اليم دعوه تدرأ عنا دعوة الهلاك والثبور فى الاخرة | |
|