دقات قلب

أيا سكون الليل مهلاً لماذا الرحيل ؟؟؟

دقت نبضات قلبي في هذا المساء بجنون

قائلةً للريح لحظات و سأكون فيكَ حرة

عندما تدق الساعة عقاربها الثانية عشر

وأنا ما زلت هنا !!!

على كرسي هذا المساء

أصرخ

أصدح

كمجنونٍ كلما زاد الشوق في عيناي

كلما سقط الحنين ينوح من فوق الخدود على شفتاي

عند باب كل فجرٍ فيه القلب يبكي أشواقي

يشكو قسوة أيامه لمن هو شافي الجروح

ومن غيره يذكر كلما أشرقت شمس الفجر الصبوحِ ؟؟

فيا سكون الليل هل تسمع أنين قلبٍ مذبوح ؟؟

بين شوق العين .. وشجن الشفاه

بين أرق الجفون ... وسهر الرموش

فأزهار عمري تستجديكَ وتستجدي نسائمك السماح

فإن كنت عازماً على الرحيل !!

فارحل بكل هدوءٍ

لا تخدش طيبها وطيب مشاعرها الرقيقة

لا تحاول لمس ضفائرها

لا تعبث بنعومتها

ولتسقط على وجه الغدير ندى فجرك الرقيق كما الوشاح

ففي هذا المساء ...

تختلف الحكاية وتختلف المشاعر في هذا الليل الساكن !!

فكم من سنينٍ مضت ومضى معها الحزن ... والعمر يشكي بين الآهة والألم

في قبوي الأسى والشجن ...بين الشوقِ والأرق

بين حطام اليأسِ ... وأمنيات الأمل

ففي هذا المساء ...

يا سيدتي العذراء ...

ما عدت أشكو الجروح ... وما عدت أندب حظ قلبٍ عاش العمر محروم

ينتظر في كل مساءٍ نور النجوم ... وابتسامة القمر

ليمحوا عن عيناي الألم ... وهمومٍ طعنت بخاصرتي كخناجرٍ سنانها

مزقت كل شيءٍ جميل ... وقطفت منه عطر الحياة

لتدعوني في هذا المساء

الغريب .. العجيب

لأجلس على كرسيه وأعلن !!!

ميلاد عمرٍ جديد

ميلاد أملٍ

ميلاد قلبٍ

ميلاد شمعةٍ

ميلاد حياةٍ جديدة

فيا سكون الليل في هذا المساء مهلاً !!

فلن أشكو فيكَ ... ولن أهجر قمرك الرنَّاح

وكيف لي أن أبكي وأشكي ؟؟

ونجم السماء يرقص طرباً على أصداء ألحان ميلادي .. وميلاد جلنارة القلبِ

كطائرٍ سواحٍ في مروجٍ العاشقين .

كيف لا وهي سر جمال نوره الوضاح ؟؟!!

فيا سكون الليل عذراً ..

فأنا نجمك الصريح ...في هذه الأمسية البريئة

دعني ..

لأعلن فيكَ

ميلادِ ملكة الريح ...

وسألبسها قراقيط من عناقيدِ الفلِّ والياسمين ... وتاجاً من زهور القرنفل والحنونِ ..

قراقيطٍ ليس من ذهبٍ ولا ماسٍ بلا عطرٍ .. بلا إحساسٍ .

سأحجب نور نجومك .

سأطفئ نور مصباحي الشحيح .

سأشعل قنديل العشق .

لامرأةٍ دعتني في هذا المساءِ

لأعزف ألحان شوقي ... وترانيم عودي المملوءة بالحنين

إليها في عيد ميلادها العشرين .

فيا سكون الليل

لا ترحل

لا تحاول العبث بمشاعر الروحِ .

ولتشاركني عزف سيمفونية الشوقِ ... وألحان عشقي البريء .

بلا لومٍ وبدون حتى جراح .

فعروس هذا المساء ..

تنتظر قدوم فارسها بلا همومٍ ... بلا دموعٍ ... بلا أحزان .

ولتبدأ معي بعزف طقوس ميلادها ... وميلاد طائر حبها المدَّاح

فها قد اقتربت عقارب الساعة من أن تدق الثانية عشر

لتعلن ميلاد وجه الصباح ..

وأنا !!

ما زلت وما زالت دقات قلبي تستجديكَ .. وأستجديكَ البقاء .

فيا أيها الليل امسك بيدي .. دعنا نجمع من بساتينك وروداً وأزهار

حمراء وبيضاء ...

لأصنع منها ذاك الوشاح ... الذي تستهويه وتحبه كل النساء .

فيا سكون الليل مهلاً ..

دعني

في هذا المساء ...

أسافر إليها على بساط عشقي المخملي

أعزف لها أشواق قلبي على الملأ

وأعلن ...

ميلاد عامٍ جديد

ميلاد عشقٍ جديد

ميلاد أملٍ جديد

ميلاد حياةٍ جديدة

بلا أحزانٍ ... بلا حرمانٍ ... بلا قسوةٍ .. بلا أشجانٍ ... بلا دموع فراقٍ .. بلا جراحٍ

بلا حتى نهاية .

ولأعلنكِ يا شهرزاد الزمان

يا سندريلا الأشواق ... وشهريار العشاق

بأنكِ أميرة على إمبراطوريةِ قلبي الدافئة

أيتها الزنبقة البيضاء .

الآن ..

دقت الساعة عقاربها ... الثانية عشر

لتعلن ولادة فجرٍ .. جديد

فرح مبللٌ مزينٌ ... بضحكة فاه وجها الصبوح

وأنا ..

بين ذراعيها أنهل ... من شفتيه شهداً وعسلاً وعنبرَ

يداي بين خصلات شعرها ... تعبث بنعومتها

تغفى بين ضفائرها .

عيناي تسرقها ضحكتها .. المجنونة

تسحرني نظرات عينيها ... البريئة الرقيقة

لتسقطني بين جفونها .. دون شعور

فيهوي جسدي النحيل ... فوق صدرها

تلتحفني دقات وهمسات ... قلبها الصغير الدافئ

فأرتجف كما العصفور ... حين يبلله المطر

فتلتف حولي كياسمينة بيضاء ... فارعة الغصون

فأشعر حينها وكأني في جنةٍ .. تحضنني أجمل الحوريات

فأختبئ وتختبئ بين الضلوع ... فتنشأ بيننا علاقة كعلاقة الأم بالجنين

فيا سكون الليل ارحل !!

فقد دقت عقارب الساعة الثانية عشر

وأشرق نور وجه ... حبيبتي في هذا الصباح .

فاقتربي يا قطرات الندى ... من نهاية هذا المساء

لتدنو يداكِ الصغيرتانِ ... من شرفته كما أغصان البيلسان

لأقبلها وأزينها بخاتم العفاف .

يا امرأةً

توجتها بتاج عشقي الأبدي .

لأني أحبكِ ..

دون النساء .. دون الحسناواتِ أيتها البتول السمراء .

وفي ميلادك العشرين يا حبيبتي

دعيني ..

أدون إسمك في بطاقة أحوالي المدنية

أنقشها بلون دماء عشقي .. الوردية

في دفتر مأذون الشرعية

وأعلن ..

أنكِ توأم روحي .. وميلاد أفراحي

يا زنبقة عطرها فواح ..

يا من جملتي ... وجدي وكياني

وشطبت الدمع ... وكتبتي الفرح بأجفاني

فاليوم سترحل ... أحزاني

وسأضيء إليكِ .. قناديل الحب

وأعيش في ساحاتِ ... عيناكِ

ومن عينيكِ ستولد أفراحي .