((رداء الشــــــــــــوق ))

يا امرأة


قطر الندى .. دمع عيناها الأسيرة


وفي رذاذات المطر ... أرى ضحكتها البريئة


وعلى جفونها أحلام ... عصافير صغيرة


والخجل يعتلي خدودها ... الجورية


وأنا ..


بين فصولك المتقلبة ... غيمة مسافرة


أحمل شوق الشمس ... وأشواقي الدافئة


أرسم لوحات أنتِ .. فيها نجمة مضيئة


فيها الأمل والحنين ... وترانيمك المجنونة


وسط شعاع نور من الشموع ... المكسورة


على باقة زهوري ... القرنفلية


أحن فيها لرؤية عيناكِ .. لسماع ضحتكِ الملائكية


لكن ..


في لحظاتِ الشوقِ ... كثيراً ما أنهض


لأنفض عن عيناي أرق ... الليالي الساكنة


الهادئة ... كفراشاتِ الدوح النائمة


ومن ثم أبدأ في قلب ... صفحاتي المشتاقة


التي تكسوها عبق ... نسمات طيفكِ الجورية


ومن ثم تأخذني خيالاتي ... المرهقة


على أشرعة سفينة ... مبحرة


إلى شواطئ مدن ... الأحلام الضائعة


والتي حينها أدرك ... أشياء لا منتهية


هي أنتِ وأنا ونجوم ... الليل الساهرة


وقنديل وجهك القمري ... وشالكِ الخمري


وفنجان قهوتي ... وأوراقي الحزينة


التي تشبه سحب ... ممطرة مسافرة


تشدو كنوارس بيضاء ... مهاجرة حادية


تحمل على أجنحتها ... أشواق أيامي الماضية


بين بعدكِ ... وطول المسافات اللعينة


التي تتكسر فوق أمواج ... البحر العاتية


مرة تلوى مرة ... لا منتهية


عائدة لمينائي ... متعبة شاكية


قسوة الشوقِ ... وأشواقي العائدة


التي تشبه شوق ... الزهر لغيمة صيفٍ ممطرةٍ


في واحة عشقٍ ... ذات غصونٍ ذابلة


تفتقر لعصفورة ... رحلت غير مودعة


تحن لعودتها في كل ... صبحٍ وأمسيةً قمرية


لعودتها مع قوس قزحٍ ... وزهور حمراء جورية


كفراشة ترقص ... تتمايل مشتاقة


على اصداء أعزوفة ... ترانيمي الحزينة


مع نسمات الخريف ... الراحلة


في وقتٍ ما زال يصارع ... عقارب الساعة الواقفة


في وقتٍ ما زالت زهور ... الياسمين نائمة


وما زالت الأشواق ... بموانئ الشوق هائمة


لعصفورةٍ ذات طوقٍ أبيضٍ ... مزينٍ بورود قرنقلية


في وقتٍ ما زال فيه لليلي ... نحيب ودموع لا نهاية


وما زال رداء الشوق ... يحتضن أشواقي الحانية


وما زالت مينائي ... تنتظر عروس البحر العائدة


على شراع العودة ... مع ترانيم النوارس الشادية


مع نسمات الربيع ... وهمساته الدافئة


في ليلة عشق ... فيها القلوب ساهرة


والحنين إليها بين الضلوع ... مرهفة


لإمرأةٍ كستني من الشوقِ .. رداء


ومن عشقها حب .. ودفء لا نهاية


فمتى ستعود .. وتنتهي أشواقي النائية


على شواطئ مدنها ... منذ أن وطأت أقدامها


رمال شواطئي التي كانت ... من قبلها خالية


تعاني .. تئن ... في مرساتي وحيدة


فمتى ستسقطي رداء الشوق ... عن عيناي


وأبدء حياتي .. في أحضانك الدافئة


يا امرأة جعلت من بيت ... القصيد رداء


شوقٍ .. وحنين للقى ... عيناكِ الساحرية


ومن كاتب البيت ... عازف أصيل


ومن أحاسيسه لروحكِ ... حصن منيع


ولقلاعكِ وفي ... أمين


فألا أستحق وأما حان ... الوقت لأحتضن


رداء الشوق ... وأتغنى إليكِ بأشواقي


... يا سيدتي ...